زهرة حمراء…فيل أزرق…شجرة خضراء…أليست الأشياء أجمل عندما تقترن بألوانها؟
وهذه نقطة انطلاق مهمة ليتعرف طفلكم على الألوان وأسمائها باللغة العربية الرنانة في سنّ مبكرة، لأنه ما إن ينهي أعوامه الأولى حتى يصبح مثل الإسفنجة يمتص المعلومات بسرعة وسهولة، ومن المهمّ أنّ يتعلم طفلكم الصغير الاستمتاع والتفاعل مع ألوان قوس قزح من حوله.
قد يكون تعلم الألوان أمراً صعباً بشكل مدهش بالنسبة إلى الصغار لأنها من أولى مقدماتهم للمفاهيم المجردة، خصوصاً بحروف اللغة العربية التي يجدها بعض الأطفال صعبة النطق، ولكن مع القليل من التخطيط والإبداع يمكنكم دمج دروس حول الألوان في روتينكم اليومي بالإضافة إلى جعلها ممتعة لكم ولأطفالكم، وسنشارك معكم في هذا المقال بعض النصائح والنشاطات الممتعة بخصوص ذلك.
جدول المحتوى
ثلاث نصائح أساسية لتعليم الأطفال الألوان
النصيحة الأولى: التعلّم بوتيرة تتناسب مع الطفل
يمكنكم البدء في تقديم دروس حول الألوان عندما يبلغ عمر الطفل 18 شهراً تقريباً، لكن معظم الأطفال الصغار لن يبدأوا في استيعاب مفهوم الألوان بشكل كامل حتى يبلغوا سن الثالثة تقريباً أو أكبر، وطبعاً من الجيد بل ومن المُشجع أن تبدأوا في تعليمهم الألوان قبل ذلك الحين، ولكن تأكدوا من أخذ الأمر ببطء ولا تيأسوا إذا لم يحفظ الطفل الألوان من أول مرة.
النصيحة الثانية: علّموهم لوناً واحداً في كلّ مرة
نقدّر حماسكم لتعليم الطفل ألوان قوس قزح كلها دفعة واحدة، ولكن ننصحكم بالتمهل قليلاً…
امنحوا طفلكم فرصة لإتقان اللون الأزرق حقاً قبل الانتقال إلى اللون الأحمر مثلاً، وعلى هذا فإنه من الجيد عموماً عدم إدخال أكثر من لون واحد جديد في الأسبوع، ويمكنكم الاستمتاع بهذا عن طريق تعيين الألوان لكل أسبوع( الأسبوع الأزرق، والأسبوع الأحمر، والأسبوع الأصفر، وما إلى ذلك)، واجعلوا أنشطتكم تتناسب مع لون الأسبوع، يعني مثلاً قدموا الأطعمة الزرقاء، واجعلوهم يرتدون ملابس زرقاء، وامنحوهم الطلاء الأزرق ليلعبوا به، إلخ.
حتى إذا كنتم تركزون على لون واحد، فمن المفيد أن تبدأوا باستخدام لون آخر للمقارنة، على سبيل المثال قدموا لهم كرتين وقولوا:”هذه واحدة خضراء، وهذه ليست خضراء”.
النصيحة الثالثة: استخدام أشياء متطابقة لإجراء مقارنات بين الألوان
يجب أن يكون تركيز الدروس على الألوان نفسها، مما يعني أننا نريد تقليل أي اختلافات أخرى بين العناصر التي نطلب من الطفل مقارنتها، على سبيل المثال يجب عليكم استخدام كرة خضراء وكرة صفراء من نفس الحجم لمساعدة الطفل على التمييز بين اللونين، ولا تستخدموا كرة خضراء وقبعة صفراء مثلاً لأن الطفل قد يتشتت انتباهه أو يرتبك بسبب الاختلاف في الأشكال.
نشاطات لتعليم الطفل الألوان بالعربية
مشاهدة فيديوهات تعليمية مخصصة
يمكنكم الاستمتاع مع أطفالكم في مشاهدة الكثير من الفيديوهات المنتشرة بكثرة على الانترنت لتعليم الطفل الألوان باللغة العربية، وتتميز هذه الفيديوهات بأنها مصممة خصيصاً لهذا الغرض وتمّت دراسة كيفية تفاعل الطفل معها بدقة للحصول على أفضل النتائج التعليمية، ومن أمثلتها فيديو مختبر الألوان على قناة شمس العربية، الموجه لتعليم الطفل أسماء الألوان العربية بطريقة ممتعة جداً ومفيدة.
تجربة ألعاب التركيب الملونة color puzzle
تعد ألعاب التركيب نشاطاً رائعاً لتطوير اللغة والإدراك والمهارات الحركية الدقيقة، وهي مثل اللوحة التي تحوي فراغات مع قطع ملونة تتناسب مع هذه الفراغات وعلى الطفل أن يدرك لأي فراغ تعود كل قطعة حتى تكتمل اللوحة، أثناء اللعب قوموا بتصنيف كل لون شفهياً، لأن الطفل لن يتعلم وضع القطعة في اللوحة حتى يسمعها مراراً وتكراراً كما يمكنه مطابقة اسم اللون مع ما يراه.
تجربة تحديات الألوان
تجمع التحديات بين التعلم وروح اللعب معاً بطريقة مدروسة، وتشجع الطفل على الاكتشاف وفق وقت قصير يشعل فيه الحماس، ومن المعروف بأن هذه من أكثر الطرق التي تنفع مع الطفل لأنها ترضي فضوله وحبّه للمغامرة، ويمكن القيام بها بسهولة في البيت أو المدرسة، مثلاً تطلبون من الطفل إيجاد أشياء في البيئة المحيطة بألوان محددة خلال وقت ثابت، وقد طبقنا في شمس هذا التحدي مرة مع الأطفال واسمه “تحدي الألوان” وفيه يتحدى الأرنب الأطفال الصغار لإيجاد أشياء باللون الأحمر.
قد يهكم: التعلّم باللّعب.
نشاط التلوين
يعد التلوين مهارة رائعة للأطفال الصغار لتنمية المهارات الحركية الدقيقة والبصرية (تنسيق أيديهم وأعينهم لأداء مهمة ما).
اجعلوا الطفل يستخدم أقلام التلوين للكتابة على الورق والإشارة إلى الألوان التي يستخدمها وتسميتها، كما يمكنكم إذا كان عمر الطفل مناسباً أن تعلموه كتابة اسم اللون مثلاً يكتب باللون الأحمر كلمة “أحمر” وهكذا…
هناك العديد والعديد من الطرق الممتعة التي يتعلم الأطفال من خلالها الألوان وأسمائها بلغة عربية سليمة، ولكن الشيء المشترك بينها جميعاً والذي تركناه لكم كنصيحة أخيرة، هو التكرار…
إن تكرار الكلمات مرة بعد مرة يربط بين الصورة الذهنية للون في عقل الطفل مع اسمه، ويصبح من السهل بشكل تلقائي على الطفل تسمية اللون بسرعة، وبالتأكيد لكل طفل قصة خاصة مع الألوان وأنتم بيدكم مفاتيحها.
قد يهمك: قراءة القصص للأطفال.